خِلْتُ يوماً الدّنيا جنّة ..
كبُرت آمالي ..طغت الأحلام ..
وامتطى الطموحُ صهوة التّفكير
عانقتُ بهجة الحياة.. داعبت السعادة أجفاني..
لمحتُ جمال المحبة.. صافحتُ سؤدّد العلياء.
كاد خيالي يلامس الكمال ..
الملأ من حولي بيمنهم .. بمكرهم.
..بكرمهم.. بشحهم.. بخيرهم ..بشرّهم ..
لم يلجوا بوتقة سعادتي
بل كانت نظرتي لهم نظرة عابر سبيل مسالم محب ..
لم يكدر صفوي شيء..
لــــكن…
صفحات الزمن محت ملامح الكمال..
وطعنات البشر ..أنقطت في القلب نقاطا من عتمة..
دنت مني حقائق
.فالقريب أضحى بعيد والحبيب لعدوي مجيب..
جَلَت لي حقائق وأي حقائق؟؟
غفلت عن تلك الحقائق..
الدنيا نكد وفرح.. عسر ويسر
صرخت في وجه التغيير ألاّ مناص من عقد المقاومة..
مقاومة .. ونضال الجوارح ..
فصنعتُ من الليمون شراب حلوا
.. ومن النار نورا.. ومن الظلمة استرخاء..
ومن الألم إكسير صبر..
ومن الوحدة فسحة تأمل.. ومن الصدمة تعقّل ..
ومن الخديعة تحلّم…
…ولا زلتُ أناضل رغم كثــــــرة الآلام..
….. مهما اشتدت ريح الكربات.. ومهما هاجت أمواج النكبات
ومهما ضاقت رحاب الدنيا …
كان الخلاص دعوة خالصة لله.. وتذلل لحضرته.. وإلحاح
فهو مجيب المضطر إذا دعاه.. ومخلص المكروب إذا ناجاه