
📕شرف الصُحْبة
(فارس السيف والقلم)
♻️ الصحبة منصب شريف، ومقام رفيع، ناله ثلة من الناس اصطفاهم الله عز وجل لرؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ومجالسته، ومشاركته في الدعوة والجهاد في سبيله تعالى
ونحن هنا يومياً سنذكر موقفاً لصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم ونرمز له ب ( صاحبنا )ثم في النهاية نعرف به باختصار
✍🏻فمن هو ضيفنا اليوم وما قصته؟
يَرْوي ( صاحبنا ) رَضيَ اللهُ عنه : أنَّه كان له دَينٌ عندَ عبْدِ اللهِ بنِ أبِي حَدْرَدٍ، فطَلَب منه سَدَادَه، وكان ذلك في مَسجدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
👈🏽 فارْتَفَعَتْ أصواتُهما في النِّقاشِ، فسَمِعَهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهُوَ في حُجرتِه
👈🏽 فخَرَج إليهما حتَّى كَشَف سِجْفَ حُجْرَتِه، ( أي السِّتْرُ الذي عليها )، فنَادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( صاحبنا )، فرَدَّ ( صاحبنا ) رَضيَ اللهُ عنه: لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ
👈🏽 فأَشَارَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه أنْ يَحُطَّ نِصْفَ الدَّيْنِ عن ابنِ أبِي حَدْرَدٍ، فامْتَثَل ( صاحبنا ) رَضيَ اللهُ عنه لِمَا أشار به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَطَّ نِصْفَ دَيْنِه عنه (وهذا لم يكُنْ حكْمًا مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ (لصاحبنا) بتَرْكِ نِصفِ حقِّه، بلْ أمْرُه على سَبيلِ البِرِّ والمساهَلةِ.)
👈🏽 فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لابْنِ أبِي حَدْرَدٍ، «قُمْ فَاقْضِه»، أي: فسَدِّد ما عليك له مِن دَينٍ بعْدَ أنْ تَرَكَ لكَ نِصْفَه.
👈🏽 وفي الحديثِ: فَضِيلةُ الصُّلحِ، وحُسْنُ التَّوسُّطِ بيْن المتخاصِمَيْن.
👈🏽 وفيه: الشَّفاعةُ إلى أصحابِ الحُقوقِ، وقَبولُ الشَّفاعةِ في الخيرِ.
👈🏽 وفيه: مَشروعيَّةُ تَدخُّلِ الحاكمِ للصُّلحِ بيْن النَّاسِ.
♻️ فمن هو ذو الشرف هذا ؟؟
👈🏽 هو كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعر الإسلام أسلم قديماً وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك.
👈🏽 كان كعب أحد الشعراء الثلاثة الكبار الذين جاهدوا في سبيل الدعوة الإسلامية وناصروا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ودافعوا عنه في مواجهة الهجمات الشرسة التي قادها ضده شعراء الوثنية والشرك في مكة، فكان حسان بن ثابت يهجو المشركين بالأنساب، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر، وكان كعب بن مالك – رضى الله عنه – يهجوهم ويخوفهم بالحرب، ويبرز بطولات المسلمين.
👈🏽 وعندما نزلت آية: «والشعراء يتبعهم الغاوون» (الشعراء آية: 422)، قال كعب للنبي صلى الله عليه وسلم: قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل، فقال له صلى الله عليه وسلم: «إن المجاهد مجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسى بيده، لكأنما ترمونهم به نضح النبل»، وكانت أم المؤمنين عائشة – رضى الله عنها – تستحسن شعر كعب وترويه
👈🏽 وظل كعب -رضي الله عنه – يجاهد في سبيل الله، بالسيف والقلم، لا يتخلف عن قتال أبداً، فحارب المرتدين في عهد أبى بكر الصديق – رضي الله عنه – وشارك في الفتوحات الإسلامية على عهد الفاروق عمر، وكذلك في خلافة كل من عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأول خلافة معاوية، رضي الله عنهم.
👈🏽 وتوفي سنة 50 هجرية وقيل 51
📚مصدر الحديث : رواه البخاري:
عن كعب بن مالك رضي الله عنه :
أنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كانَ له عليه في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُما حتَّى سَمِعَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في بَيْتٍ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيْهِمَا حتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى كَعْبَ بنَ مَالِكٍ، فَقالَ: يا كَعْبُ، فَقالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فأشَارَ بيَدِهِ أنْ ضَعِ الشَّطْرَ، فَقالَ كَعْبٌ: قدْ فَعَلْتُ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ فَاقْضِهِ.
الراوي.
🌱 ودمتم في حفظ الرحمن