
📕شرف الصُحْبة ( ساعة و ساعة )
♻️ الصحبة منصب شريف، ومقام رفيع، ناله ثلة من الناس اصطفاهم الله عز وجل لرؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ومجالسته، ومشاركته في الدعوة والجهاد في سبيله تعالى
ونحن هنا يومياً سنذكر موقفاً لصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم في النهاية نعرف به باختصار
✍🏻فمن هو ضيفنا اليوم وما قصته؟
👈🏽 يَقولُ (صاحبنا) رضِي اللهُ عنه:
لَقِيَني أبو بكر رضي الله عنه ، في بَعضِ الطُّرُقاتِ
👈🏽 فقال: كيف أَنتَ يا (فلان)؟ وذلك أنَّهم كانَ يَطمَئِنُّ بَعضُهم على بعضٍ ويَتَحسَّسُ بَعضُهم أَخبارَ بَعضٍ في دينِه ودُنياهُ
قُلتُ: نَافَقَ (فلان) (يقصد نفسه )أي: خَشِيَ على نَفسِه النِّفاقَ ، فقال أبوبكر رضي الله عنه : سبحان الله ما تقول ؟؟!!
👈🏽 قلت : نكونُ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيُذَكِّرنا بالنَّارِ والجنَّةِ وكَأنَّنا نَراهُما رأيَ عَينٍ مِن قوَّةِ الإيمانِ، واستِحضارِ القَلبِ فإذا خَرجْنا مِن عِندِه، تَبدَّل حالُنا وعافَسْنا الأَزواجَ والأَولادَ، أي: لاعَبْناهُم وصَارعْناهُم وانْشغَلْنا بِهم، وبالضَّيعاتِ، وهِي مَعاشُ الرَّجلِ مِن مالٍ أو حِرفَةٍ أو صناعةٍ، ونَسينا كَثيرًا مِمَّا ذَكَّرَنا بِه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصِرنا وكَأنَّنا لم نَسمَعْ شَيئًا.
👈🏽 قال أَبو بكرٍ: واللهِ أنا أَفعَلُ مِثلَ ما تَقولُ .
فذَهبَ مَعه حتَّى دَخلَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وشَكى إليه ما يَجِدُه مِمَّا شَكاه لأَبي بَكرٍ مِن قَبْلُ
👈🏽 فأَخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ هَذا لَيسَ مِنَ النِّفاقِ، وأنَّ اللهَ لم يُكلِّفْهمُ المُداومةَ عَلى تِلكَ الحالِ مِنَ الخَوفِ والخَشيَةِ ودَوامِ الذِّكرِ، ثُمَّ بَيَّنَ لَهم أنَّهم لَو داموا عَلى ما يَكونون بِه عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن صَفاءِ القَلبِ والخَشيَةِ والذِّكرِ لصافَحتْهمُ الملائِكةُ عَلى فُرُشِهم وفي طُرُقاتِهم عِيانًا.
ثُمَّ نادَاه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم باسمِه إِيناسًا لَه وتَبيُّنًا له أنَّه ثابتٌ على الصِّراطِ المُستَقيمِ، فَقال: ولَكِنْ يا ( فلان ) ساعةً وساعةً، أي: ساعةً في الحُضورِ والذِّكْرِ، وساعةً في مُعافَسةِ الأَولادِ والأَزْواجِ، وكَرَّرَها ثَلاثَ مَرَّاتٍ؛ تَأكيدًا لِتلكَ المعاني ولِيُزيلَ عَنهم ما اتَّهَموا بِه أَنفُسَهم مِنَ النِّفاقِ.
♻️ فمن هو ذو الشرف هذا ؟؟
هو الصحابي حنظلة بن حذيم بن حنيفة المكي, المالكي, التميمي رضي الله عنه
ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه فأخذ صلى الله عليه وسلم بيده ومسح برأسه وقال بارك الله فيك
له ولأبيه ولجده صحبه رضي الله عنهم
📚مصدر الحديث (رواه مسلم ):
قال حنظلة رضي الله عنه الله عنه :
لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقالَ: كيفَ أَنْتَ؟ يا حَنْظَلَةُ
قالَ: قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قالَ: سُبْحَانَ اللهِ ما تَقُولُ؟ قالَ: قُلتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا،
قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هذا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، حتَّى دَخَلْنَا علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يا رَسُولَ اللهِ
فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَما ذَاكَ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِكَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا
فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ إنْ لو تَدُومُونَ علَى ما تَكُونُونَ عِندِي، وفي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ المَلَائِكَةُ علَى فُرُشِكُمْ وفي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
🌱ودمتم في حفظ الرحمن