
📕شرف الصُحْبة
👈🏽 (نحن معك)
♻️ الصحبة منصب شريف، ومقام رفيع، ناله ثلة من الناس اصطفاهم الله عز وجل لرؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ومجالسته، ومشاركته في الدعوة والجهاد في سبيله تعالى
ونحن هنا يومياً سنذكر موقفاً لصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم في النهاية نعرف به باختصار *
✍🏻فما هي حكاية ضيفنا اليوم؟
👈🏽 يخبرنا عبدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ رَضيَ اللهُ في هذا الحَديثِ عن مَوقِفٍ مِن شَجاعَة، وصِدقِ إيمانِ وحُبِّ ( صاحبنا ) للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
👈🏽 فيقول : أنَّه شهِدَ مِن ( صاحبنا ) رَضيَ اللهُ عنه مَشهَدًا وموقفا ومقولة عظيمة
👈🏽 فقدْ أتى (صاحبنا) إلى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ بَدرٍ وهو يَدْعو على المُشرِكينَ
👈🏽 فقال ( صاحبنا ) رَضيَ اللهُ عنه لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
لا نَقولُ كما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السَّلامُ: اذْهَبْ أنْتَ ورَبُّكَ فَقَاتِلَا
ولكنَّا نُقاتِلُ عَدوَّكَ عن يَمينِكَ، وعن شِمالِكَ، وبيْنَ يَديْكَ، وخَلفَكَ،
(أي: نُحيطُ بكَ، ونَحْميكَ مِن العَدوِّ مِن كلِّ الجِهاتِ)
👈🏽 فأشرَقَ وَجْهُ النبي صلى الله عليه وسلم واسْتَنارَ، وسَرَّه قَولُ ( صاحبنا ) رَضيَ اللهُ تعالَى عنه.
👈🏽 قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : تمنيت لو كنت أنا هو صاحِبَ هذا المَشهَدِ وقائلَ تلك المَقالةِ الَّتي قالَها، وأنَّها مَقولةٌ أحَبُّ إليه ممَّا عُدِلَ به، أي: ممَّا وُزِنَ به مِن شَيءٍ يُقابِلُه مِن مُتَعِ الدُّنْيا، أوِ الثَّوابِ الَّذي عُدِلَ ذلك المَشهَدُ به
👈🏽 وسَببُ ذلك أنَّه استَشَفَّ مِن تلك الكَلِماتِ أنَّها بلَغَتْ مِن رِضا اللهِ عزَّ وجلَّ، ورِضا رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تلك السَّاعةِ، وفي ذلك المَقامِ؛ مَبلَغًا لا يَعدِلُه ما يَنالُه عِلمُ البَشَرِ مِن الأمانيِّ؛ وذلك أنَّه قال قَولًا تَعلَّقَت به قُلوبُ المؤمِنينَ
👈🏽 وفي رواية قال (صاحبنا) : يا رسول الله امض بنا لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون
ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تنتهي إليه يا رسول الله.
♻️ فمن هو ذو الشرف هذا ؟؟
👈🏽هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة المعروف أيضًا بـ المقداد بن الأسود صحابي بدري، هاجر إلى الحبشة ثم إلى يثرب، وشارك مع النبي محمد في غزواته كلها، كما شارك في فتوح الشام ومصر.
قيل : هو من قضاعة، وقيل: من كندة،
👈🏽 نسب إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري، لأنه تبناه في الجاهلية، وقال ابن الكلبي: كان عمرو بن ثعلبة أصاب دما في قومه، فلحق بحضرموت، فحالف كندة، فكان يقال له: الكندي، وتزوج هناك امرأة ولدت له المقداد. ولما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي خلاف، فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فحالف الأسْود بن عبد يغوث الزهري، وكتب إلى أبيه، فقدم عليه، فتبنى الأسود المقداد، فصار يقال: المقداد بن الأسود، واشتهر بذلك، وعندما أسلم ونزلت الآية القرآنية: «ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ»
👈🏽وتوفي المقداد سنة 33 هجرية في خلافة عثمان، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان ودفن بالبقيع.
📚مصدر الحديث (صحيح البخاري):
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:
شَهِدْتُ مِنَ المِقْدَادِ بنِ الأسْوَدِ مَشْهَدًا، لَأَنْ أكُونَ صَاحِبَهُ أحَبُّ إلَيَّ ممَّا عُدِلَ به؛ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَدْعُو علَى المُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لا نَقُولُ كما قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اذْهَبْ أنْتَ ورَبُّكَ فَقَاتِلَا، ولَكِنَّا نُقَاتِلُ عن يَمِينِكَ، وعَنْ شِمَالِكَ، وبيْنَ يَدَيْكَ وخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أشْرَقَ وجْهُهُ وسَرَّهُ. يَعْنِي قَوْلَهُ.
🌱 ودمتم في حفظ الرحمن