
📕شرف الصُحْبة
(رجل صنع التاريخ)
♻️ الصحبة منصب شريف، ومقام رفيع، ناله ثلة من الناس اصطفاهم الله عز وجل لرؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ومجالسته، ومشاركته في الدعوة والجهاد في سبيله تعالى
*ونحن هنا يومياً سنذكر موقفاً لصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم في النهاية نعرف به باختصار *
✍🏻فمن هو ضيفنا اليوم وما حكايته؟
👈🏽 يقول مولاه ويدعى (أسلم) عن (صاحبنا) : خَرَجْتُ مع ( سيدي ) رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى السُّوقِ
فَلَحِقَتْ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ ( بصاحبنا)
فَقالَتْ: هَلَكَ زَوْجِي وتَرَكَ صِبْيَةً صِغَارًا، واللَّهِ ما يُنْضِجُونَ كُرَاعًا، أنَّهم لا يُحسِنونَ طَهيَ طَعامِهم، ولا إصْلاحَ ما يَأْكلونَ وليس لهم زَرعٌ يَأْكلونَ منه، أو ماشيةٌ يَحلُبونَها، فيَشْرَبونَ مِن لَبَنِها
👈🏽 وأنَّها تَخافُ عليهم أنْ تَأكُلَهمُ الضَّبُعُ، والضَّبُعُ هنا المُرادُ بها: السَّنةُ الشَّديدةُ المُجدِبةُ
وذكَرَتْ له أنَّها ابْنةُ الصَّحابيِّ خُفافِ بنِ إيماءٍ رَضيَ اللهُ عنه، وأنَّه شَهِدَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحُدَيْبيَةَ
👈🏽 فلمَّا أخبَرَتْه بذلك وقَفَ (صاحبنا) رَضيَ اللهُ عنه لها، ورحَّبَ بها وقال: مَرحَبًا بنَسَبٍ قَريبٍ، أي: بنَسَبِ قُرَيشٍ؛ لقُربِ نسَبِ غِفارَ من قُرَيشٍ؛ لأنَّ كِنانةَ تَجمَعُهم، أو أرادَ بقَولِه: «بنَسَبٍ قَريبٍ» أنَّها انتسَبَتْ إلى شَخصٍ مَعروفٍ.
👈🏽 ثمَّ انصرَفَ (صاحبنا) رَضيَ اللهُ عنه إلى بَعيرٍ قَويِّ الظَّهرِ مُعَدٍّ للحَملِ، فوضَعَ عليه غِرارَتَيْنِ، أي: وِعاءَيْنِ كَبيرَيْنِ، مَلَأهما طَعامًا، وجعَلَ معَهما مالًا وثيابًا، ثمَّ ناوَلَها خِطامَه -وهو الحبْلُ الذي يُشَدُّ به البعيرُ- وقال لها: اقْتادِيه، أي: قُوديهِ إلى البَيتِ.
👈🏽 فقال رَجلٌ (لصاحبنا): أعْطَيْتَها كَثيرًا
فقال له (صاحبنا) رَضيَ اللهُ عنه: ثَكِلَتكَ أُمُّكَ، أي: فقَدَتكَ، وهي كَلمةٌ تَقولُها العَرَبُ للتَّوْبيخِ، ولا يُريدونَ حَقيقَتَها، ثمَّ بيَّنَ للرَّجلِ سَببَ إكْرامِه لها وإكْثارِه؛ وهو أنَّه رَأى أباها خُفافًا رَضيَ اللهُ عنه، وأخاها قدْ حاصَرا حِصنًا مِن حُصونِ المُشرِكينَ، ففَتَحاهُ
👈🏽 قال صاحبنا: «ثمَّ أصْبَحْنا نَستَفيءُ سُهْمانَهما فيه»، أي: نَطلُبُ الغَنيمةَ مِن سُهْمانِهما، ونَأخُذُها لأنفُسِنا، ونَقتَسِمُ بها.
♻️ فمن هو ذو الشرف هذا ؟؟
👈🏽هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق رضي الله عنه
هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا.
👈🏽 هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم.
👈🏽 تولّى الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ. وأول من لقب بأمير المؤمنين
👈🏽 كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل
👈🏽 هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية.
👈🏽 تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها
👈🏽 طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس، وكان ذلك يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ
📚*مصدر الحديث *:
يقول أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ، فَقالَتْ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلَكَ زَوْجِي وتَرَكَ صِبْيَةً صِغَارًا، واللَّهِ ما يُنْضِجُونَ كُرَاعًا، ولَا لهمْ زَرْعٌ ولَا ضَرْعٌ، وخَشِيتُ أنْ تَأْكُلَهُمُ الضَّبُعُ، وأَنَا بنْتُ خُفَافِ بنِ إيْمَاءَ الغِفَارِيِّ، وقدْ شَهِدَ أبِي الحُدَيْبِيَةَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فَوَقَفَ معهَا عُمَرُ ولَمْ يَمْضِ، ثُمَّ قالَ: مَرْحَبًا بنَسَبٍ قَرِيبٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ كانَ مَرْبُوطًا في الدَّارِ، فَحَمَلَ عليه غِرَارَتَيْنِ مَلَأَهُما طَعَامًا، وحَمَلَ بيْنَهُما نَفَقَةً وثِيَابًا، ثُمَّ نَاوَلَهَا بخِطَامِهِ، ثُمَّ قالَ: اقْتَادِيهِ، فَلَنْ يَفْنَى حتَّى يَأْتِيَكُمُ اللَّهُ بخَيْرٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أكْثَرْتَ لَهَا؟ قالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! واللَّهِ إنِّي لَأَرَى أبَا هذِه وأَخَاهَا قدْ حَاصَرَا حِصْنًا زَمَانًا، فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَهُما فِيهِ.
🌱ودمتم في حفظ الرحمن
رائعة هي كلماتك وافر تحياتي . اطيب المنى
إعجابإعجاب