
📕شرف الصُحْبة
(أطولهن يداً !!)
♻️ الصحبة منصب شريف، ومقام رفيع، ناله ثلة من الناس اصطفاهم الله عز وجل لرؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ومجالسته، ومشاركته في الدعوة والجهاد في سبيله تعالى
ونحن هنا يومياً سنذكر موقفاً لصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم في النهاية نعرف به باختصار
لنتعرف مع نهاية رمضان على (30) صحابياً كان لهم مواقف مختلفة نستفيد منها في دنيانا وآخرتنا ،، فكونوا معي يومياً
سنخفي اسم “الصحابي” في البداية ونذكره بكلمة ( صاحبنا )
ثم نعرف به في النهاية كتشويق للقاريء
✍🏻فمن هي ضيفتنا اليوم؟
👈🏽 👈🏽 تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها :
أنَّ بعضَ نساءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَألَتْه أيُّهنَّ أسرَعُ مَوتًا بعْدَه؟
👈🏽 فأجابَهُنَّ بأنَّها أطْوَلُهنَّ يدًا ، ففَهِموا هذا الأمْرَ على ظاهرِه فأخَذوا قَصَبةً مِن العِصيِّ لَيقدروا ذِراعَ كلِّ واحدةٍ مِنهُنَّ ويَقيسوه؛ كيْ يَعْلَمْنَ أيهُنَّ أطولُ يدًا مِن غيرِها؛ ظنًّا منهُنَّ أنَّ المرادَ طولُ اليدِ حَقيقةً، فكانتْ سَوْدةُ بنتُ زَمْعةَ رَضيَ اللهُ عنها أطولَهُنَّ يدًا
👈🏽 ثمَّ تبيَّنَ لهُنَّ بعْدَ مَوتِ (صاحبتنا) رَضيَ اللهُ عنها مَقصدُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأطولِهنَّ يدًا، وهو أنَّه أكثرُهنَّ صَدقةً؛ وأراد بطُولِ يدِها كثرةَ إنفاقِها وصَدقاتِها
👈🏽 كما قالتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنه في رِوايةِ مُسلِمٍ في صحيحِه: «فكانتْ أطْوَلَنا يدًا ( فلانة ) تقصد (صاحبتنا) لأنَّها كانت تَعملُ بيَدِها وتصَدَّقُ»،
👈🏽 وكانتْ (صاحبتنا) رَضيَ اللهُ عنها أوَّلَ مَن ماتت مِن زَوجاتِه بعْدَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتُوفِّيَتْ رَضيَ اللهُ عنها في خِلافةِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، وبَقيَتْ سَوْدةُ إلى أن تُوفِّيَتْ في خِلافةِ مُعاويةَ، في شَوَّالٍ سنةَ أربعٍ وخمسينَ.
👈🏽 وفي الحديثِ: فضلُ ومَنقَبةُ (صاحبتنا) رَضيَ اللهُ عنها.
👈🏽 وفيه: دَلالةٌ على أنَّ الحُكمَ للمعاني لا للألفاظِ.
👈🏽 وفيه: علَمٌ من دلائل النُّبوَّةِ
♻️ فمن هي ذات الشرف هذه ؟؟
هي أم المؤمنين زينب بنت جحش (32 ق.هـ – 21هـ) إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وابنة عمته أميمة، أسلمت زينب وهاجرت إلى المدينة المنورة
👈🏽 وفي يثرب، خطبها رسول الله عليه الصلاة والسلام لزيد بن حارثة، فأبت زينب في البداية، إلى أن نزل الوحي بقوله تعالى: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا” فقبلت زينب الزواج بزيد.
👈🏽 كان هذا الزواج مثالاً لتحطيم الفوارق الطبقيَّة الموروثة قبل الإسلام، بزواج زيد وهو أحد الموالي من زينب التي كانت تنتمي لطبقة السادة الأحرار
👈🏽 وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن طلقها متبناه السابق زيد بن حارثة، بوحي من السماء
👈🏽 كان لزينب عند النبي محمد مكانة عالية، فقد قالت أم المؤمنين عائشة عنها: كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي، ولم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله، ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها، تُسرع منها الفيئة. وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أوَّاهة
👈🏽 عُرف عن زينب بنت جحش حبها للخير وكثرة تصدُّقها، حتى عُرفت بأم المساكين كما عُرف عنها زهدها في الدنيا.
👈🏽 توفيت زينب بنت جحش سنة 20 هـ، وعمرها 53 سنة، وكانت أولى زوجات النبي لحاقًا به، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع.
📚*مصدر الحديث متفق عليه *:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : أنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلْنَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَيُّنَا أَسْرَعُ بكَ لُحُوقًا؟
قالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فأخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أنَّما كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ، وكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا به وكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ.
(لفظ البخاري)
🌱الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتنزل الخيرات والبركات وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات ومع هذه الحلقة أكون قد أنهيت هذه السلسلة بفضل الله وتوفيقه خلال هذا الشهر المبارك ونسأل الله أن يتقبلها مني وأن يبارك فيها ،
وهذا ما عندي، فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان.
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال