
عندما تلاحظ على بعض الناس ترك لبعض الواجبات والاركان مثل الصـلاة والحجاب
ويكون هذا الانسان ممن تحبه وتتمنى له الخير في الدنيا و الآخره وخاصه
إذا كان من أقربائك أو زملائك في العمل يجيب عن دعوتك له بالالتزام بهذه الامور بقوله
” الله ما هداني “
أو
” ادع الله لي .. “
أو
” عسى الله يهديني “
أو
” شو اسوي إذا الله ما هداني ” وغيرها من العبارات التي تدل على جهل وعدم إدراك معنى ” الهداية من الظلال ” .
فالله تعالى يبين الحق للجميع ، وييسر لهم سبيل الهداية ، و قد أودع الله جهازا بمثابة ” جهاز الاختيار “
يستطيع كل إنسان من خلاله أن يختار الحق أو الباطل بمحض إرادته فيستطيع أن يكون أصلح الصالحين أو يكون أطلح الطالحين ،
ويستطيع أن يأمر رجليه فتذهباه به إلى بيوت الله و أماكن الخير ، ويستطيع أن يأمر رجليه فتذهبا إلى أماكن المعصية ،
فالجوارح كلها تأتمر بأمر هذا الانسان ولا تعصيه ، والله خلق هذا الجهاز في الانسان ليكون حجة عليه يوم القـيـامة .
قال الله تعالى ” وهديناه النجدين “
{ وهديناه النجدين }
قال محمد بن كعب : إذا أراد الله بعبده خيرا ألهمه الخير فعمل به وإذا أراد بعده الشر ألهمه الشر فعمل به
و فسر ابن مسعود في قوله : { وهديناه النجدين } قال : سبيل الخير والشر
فإذا اختار الانسان بمحض إرادته طريق الخير إعانه الله عليه وثبته
{ والذين اهتدوا زادهم هدى }
{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }
والذين اختاروا طريق الباطل بمحض إرادتهم دون إكراه فإنه سبحانه و تعالى يزيد من ظلالهم :
( قل من كان في الظلالة فليمدد له الرحمن مدا )
و لكنه سبحانه و تعالى مع ذلك يترك الفرضة تلوم الفرصة ، و بابه مفتوح دائما لمن أراد تصحيح المسار ،
وتغيير الجادة التي سلكها خطأ كما ورد في الحديث ” ان الله يبسط يده ليتوب مسيء النهار ،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها .
ولذلك فمن الخطأ القول ( الله ما هداني )
وهو بذلك يتهرب من الاختيار الحر الذي اختاره الانسان ،
والافضل أن يسأل نفـسه لماذا لم اهتد و أختر الطريق الصحيح .