
تتسابق أيام حياتي و كأنها في سباق..
يركض كل يوم ليسبق الآخر..
سباق كلما مضى عليه الزمن اشتدت المنافسة..
تعبت و هي في عنفوان السباق لا تتعب،
أتفرج على هذا السباق الذي أتعبني كثيرا، دون أن تتعب هي..
و الأيام كأنها تريد أن تأخذ بي لتسلمني لقدري المحتوم،
هل يا ترى تفعل كل ذلك من اجل أن تستريح هي بوجود واحد مثلي فيها
و هي (الأيام) غير راضية عنه؟.. لا أدري..
ماذا أفعل كي تقف عن سرعة أخذها إياي،
كي أبقى أفعل ما أريد قبل أن تفعل هي بي ما تريد؟..
إنها لا تتوقف، و كلما يمر يوم يأخذ مكانه في الذاكرة،
و يعيد نفسه بالتصوير البطيء لتصنع حنينا يأخذني بشدة نحوه..
آه أيها الحنين لا تشغلني بما مضى، دعني أنطلق إلى مستقبلي،
اتركني و شأني فأنا لا أريد أن أتأخر
عن الأيام الحاضرة التي لا تتوقف عن سباقها!
لا أريد أن انشغل بك لأنك عندما أردتُ
أن تَقِفَ عندي أسرعتَ و لم تتوقف،
أرجوك لا تجعلني أقفُ عندك بعد
أن أصبحتَ ماضيا في متحف الذكريات..
الأيام التي سبقت،
و أصبحت ماضيا جعلت من ذاكرتي متحفا كبيرا،
تَزَينَ جدرانه بألواح متنوعة،
أختلط العزاء مع الأفراح و أصبحت
كلها ألواحا تتأرجح في جدران هذا المتحف،
أثمرت عن ضحكٍ ثم بكاء، بينهما صراعٌ..
ثم صراع.. كلما حاولتُ أن أَصالح بينهما دون جدوى،
فالصراع مستمر.. و السباق مستمر..
لا تتوقف الصراع، لكي أتفرغَ للسباق،
و لا يقف السباق لكي أوقِفَ الصراع..
و الضحية هو إنسان بريء.. هو أنا..