
يا لها تلك الصخرة الواقفة على قارعة الشاطئ ،
لم تزل تناوئ الامواج العاتية جيلا بعد جيل، تناوبت على أطرافها كل الامواج ممن صغيرها الى كبيرها ،
لم تنل منها ولا حطت من قامتها… بقيت الصخرة شامخة وذهب الموج.
**كل الموج يعرفها ويزورها كل دقيقة ، ما بين مطمئن عليها، يلمسها بحنانه،
ويغسلها ببرده، يزيل عنها الشوائب، ويعيد لها الشروق،
ويبقى متراقصا حولها ليغني معها كل أغاني العصافير المهاجرة، يصطف حولها ليسمع حكايات الامواج البائدة ،
تلك التي جاءت لتضرب ضربتها وتسحق صخرة الشاطئ،
كانت الامواج تحمل في عنفوان قوتها،
وترمي بثقلها ما لو صبته على غيرها لاستحال ركاما من حصى يتلاعب به الموج.
**عرفت الامواج الهادئة نهاية القصة فالصخرة لم تزل ،
وزال الموج الهادر من حولها.. إرتدت معه كل قوته فانتهى هالكاً كأن لم يكن.
**كان على القمة نورس يرقب حديث الصخرة .
لم يبق جالسا. بل سار محلقا الى كل صخور الشاطئ يروي القصة ويحرضها ضد الموج…