
سوء الظن بالناس
قبل ايام وانا جالس اقرا في كتاب اخذته يتكلم عن النفس وشرورها ولفت انتباهي قصه بسيطه اللي يقراها يقول هاي قصه عاديه و لا لها خص في العنوان اللي راح اتكلم عنه .
القصه هي قصه رجل كان يجلس على مقعد في محطة الحافلات ينتظر قدوم الحافله واطفاله الاربعه يلعبون أمامه ، ويتدفعوان ويعبثون بحاجات الناس من حوله بينما ابوهم جالس في مقعده لا يهتز له ساكن ، فمن الناس من يسبه سرا أو يرميه بكلمات : أين الأب ؟ وما هذا الاهمال في تربيه الأطفال ؟ وغيرها من الجمل التي يقصد بها ايقاظ هذا الجماد الذي جلس وعيناه متجهتان الى الأسفل كأنه ينتظر شيئا يخرج من الأرض .
وفجأه اقترب منه أحدهم في سكينه ووقار و سأله : أهولاء اطفالك ؟ فرفع الرجل رأسه ولسان حاله ينطق حزنا نعم إنهم أولادي وقبل ربع ساعة كنا في المقبره ندفن أمهم التي ماتت ف حاله ولاده ، وها هم المساكين يلعبون ويمرحون كأن شيئا لم يقع هكذا تغيرت فكرة السائل وعرف كيف أن هؤلاء الاطفال فعلا مساطين .. نعم تغيرت فكرته من لوم الى تعاطف ومن حقد وكره الى حب وتقدير .
ان تصادم كثير من بعض الناس قد يكون في بعض الاحيان هو السبب في النظر للاشياء من زوايه واحده واعتبار ما نملك هو الراي الحق وهو الصحيح ، مع العلم بأن الحق المطلق لا يدركه إلا مالك الملك وعالم الاسرار والخبايا .
كم ظلمنا من الناس بسوء ظن وتكلمنا عليهم ولم نحسن الظن فيهم ليس شي بل لظواهر فعلهم .
مثل بعض الناس تشوف لك موظفه تتكلم مع موظف راح يدخل في نفسه سوء الظن وراح يقول اكيد بينهم علاقه وبينهم وبينهم .
يا جماعه الخير ان ظواهر الناس واشكالهم و ألوانهم أبدا لم تكن لتعبر عن مستوياتهم ، وابدا ما كان الظاهر الناس هو مقياس لمعرفه حقيقه الانسان ومعرفه الخير او الشر فيه .
ولا ننسى خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم اخبرنا في الحديث الصحيح (( إن الله لا ينظر الى صوركم و أجسادكم ولكم ينظر الى قلوبكم و أعمالكم )) ..
جعلنا الله من الذين يظنون ظن الخير في الناس ، فعين الدنيا ضعيفه في إدراك الحقيقه .