
أخي ..
غداً أموت..!!
فما أنت فاعل؟
إن وصلك الساعي..برحيلي إلى عالم آخر
أتنوح لفقدي..و تبكي غيابي؟
تصلني بدعواتك و صدقاتك كلما خطرتُ ببالك؟
تعتبر من رحيلي.. فتثقل ميزانك قبل رحيلك..و ربما تهديني شيئاً
من حسناتك توصلها لقبري..!
أم تبكي يوماً يومان..
ثم أكون كذكرى..أو كحلم مر و انتهى!
و تردد بلا شعور “الله يرحمه” إن ذًكر اسمي
أو مر طيفي..
أم يلجمك الصمت و السكون
حين يصلك خبر رحيلي
فلا يكون لي نصيب منك بعد الرحيل
كما لم يكن قبله!
أخي ..
غداً قد أموت..!!
و الموت حق..و كلنا راحلون
لربما لم تفكر..لكنني فكرت
و فكرت و فكرت
حتى أيقظ التفكير مضجعي
و صابني السهاد!!
اخي ..
اليوم أنا هنا..معكِ..بينكِ..حولكِ..
فوق الأرض اليوم أمشي
و غداً قد أكون تحتها..
فإن جال بخاطركِ أمر
لا تقولي غداً..فقد لا أكون
إن أخطأتُ..أو حدت شيئاً عن طريق الحق
فحتى أعود للصواب..بلا حيود
لا تؤجلي نصيحتي و وجهيني
فما أفعل بها إن كنت تحت الأرض؟!
إن أصبتُ
فشجعيني..
شدي على يدي لأستمر
فهو زادي..ليومي المظلم ذاك!
سامحني اليوم قبل الغد
أسعدني اليوم قبل الغد
حدثني اليوم قبل الغد
استرني اليوم قبل القد
قومني اليوم قبل الغد
فقد لا يأتي غدي..
أخي
سابقني في دروب الخير
و نافسني..للقمم
ذكرني موعد اللقيا
تحت العرش..نستظل
ذكرني ملتقانا الآخِر
في أعلى الجنان