
طبيب يداوي الناس وهو …..؟؟!!؟؟
تعال أيها القلب .. أريد الليلة أن أعزف أنشودة للفرح .. أريد أن أفتح نافذة نحو الشمس .. تعال أيها الصديق نبذر معاً في أرض اليوم ورداً للغد ..
هناك أوراق ممزقة من الأمس .. تعال نطمرها هنا
هناك معزوفات جنائزية يضج بها المكان .. دعنا نوقفها .. نسكتها .. نزيحها عن أيامنا ..
هناك ذكريات دامعة في البال .. لا بأس .. أحتفظ بها يا صديقي و لكن .. لا تجعلها ترفرف فوق رأسك كل لحظة ..
يا قلمي نريد أن نرسم شمساً تشرق بين هذه السطور .. لستَ عاجزاً عن ذلك يا رفيقي ..أنبش بين جوانحك ستجد عصافير كثيرة مختبئة هنا و هناك .. هل أصغيت إلى إنشادها ؟؟ هل استمعت إلى نغمة الفرح التي تعزفها صباح مساء ..؟؟
ابحث بين أشيائك يا عزيزي .. ستجد في تلك الدهاليز المظلمة ورودا كثيرة بحاجة إلى قطرة ماء كي ترفع رأسها نحو الشمس .. بحاجة إلى بصيص أمل كي تنثر عبيرها نحو الكون .. انظر هناك .. هل ترى ذلك البرواز الفارغ إلا من الهم و الغم و الحزن .. أكسره يا صاحبي .. حطمه .. فخلف ذاك الباب ستجد ألف برواز تضع فيه أحلى الذكريات و أجمل الصور .. لا تحنّط آلامك .. لا تتجمد أمام حاضرك القاتم ..قم .. انهض .. أضيء شمعة .. أضيء أناملك .. أضيء ابتسامتك .. أطرد هذه الأشباح المختبئة تحت رداء روحك و نفسك .. وأزح هذا المأتم الذي نصبته أمام أبواب حياتك ..
أفتح النوافذ جميعها .. تلك الخفافيش التي استوطنت نفسك أطردها .. إنها لا تجيد أغاني الأمل .. وتلك الساحرة الشمطاء التي أوهمتك بالطرق المسدودة و الجسور المحطمة و الأيام المحترقة أقتلها .. أحرق جثتها .. لن تجد جثة إذا فعلت .. ستجد وهما زرعته أنت في قلبك ..
هات يدك يا صديقي .. أمسك هذه المطرقة .. حطم بها كل التوابيت التي حنطت بها آلامك و ذكرياتك التي مضت ..
حطم يا صاحبي .. حطم .. لا تتردد .. انظر عبر النافذة .. الشمس تسير .. لن تنتظرك .. الكون كله لن يلتفت إليك طالما انك هاجع في نوم عميق مع تلك المومياءات داخلك ..
تزعم انك مكسور مهموم محزون .. انظر إلى ذاك الطير الذي فقد ساقه .. انه يطير .. لا يكف عن الطيران .. لا يكف عن الغناء للشمس و النور .. انظر إلى تلك الوردة التي سحقوها بأقدامهم .. لازالت تنثر عبيرها في كل مكان .. انظر إلى قلبك العليل .. لا زال ينبض بالحياة .. لا نبض للموت يا صديقي .. لا نبض للسكون و الخضوع .. النبض دوما للحياة و الحركة ..أنظر الى النهر الهادر كيف تحيط به الحياة من كل جانب ..و انظر الى تلك البحيرة الساكنة التي تسكنها الأشباح و الأوهام ..
انظر الى ذاك الكوخ الذي فتحت نوافذه للنور و الشمس كيف يضج بالحياة و تأمل ذاك القصر المهجور الذي تحيط به المنايا و الرزايا من كل صوب ..
الخيار لك يا صاحبي .. ان تكون إنسانا او جثة متحركة ..