
تحيي دولة الإمارات “يوم الشهيد”، الذي يوافق 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء شهداء الوطن، وليعبر فيه كل مواطن ومقيم عن تقديره لتضحيات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وهم يؤدّون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة، لتبقى راية الدولة خفاقة عالية.
وجاء اختيار يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) يوماً للشهيد تنفيذاً للقرار الذي أصدره رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2015، والذي تم اختياره تزامناً مع تاريخ استشهاد أول جندي إماراتي، وهو سالم سهيل بن خميس، الذي استشهد في 30 نوفمبر عام 1971، لتشارك فيه الدولة بكل مؤسساتها وسكانها من مواطنين ومقيمين في تحية شهداء الفداء والواجب، وللتعبير عن الترابط الحقيقي بين الوطن والقيادة والشعب.
وفي هذه المناسبة الوطنية أبوح لكم بشعور يحكي لنا قصه الشهيد
عِندما يُعلنُ الطّير المُهاجر
وصول آخرَ نُقطةٍ في هِجرتِه ..
و انقضاءِ رِحلتِه .
يشتاقُ ..
و يعدُّ الأيامَ عدّ
و يرنُمُ بالتوقِ ،
عزفًا و لحنَ
يشتاقُهُا ؛
فيبقى صابِرًا
يلتاعُ توقًا
و إنّهُ يتأنّى !
تراهُ شمُوخًا
و مدفعيةٌ و الصّدرُ
خلجاتٌ .. مُطمئنّ
وحينَ تغدو السماءُ
رِماحًا ؛ يُكبّر
و إنما مُهاجرٌ يتمنى
يعدو بجوادِهِ ،
و صهيلٌ منهُ ..
يا جنّة يا نصر ، إنّ قد جِئنّا .
و الرماحُ تخترقُ فؤادهُ
و يردد ..
و الله ، تاللهِ لننصُرنّ !
و يردد الشهادةَ لحنًا
و يعزفُ بالبطولةِ ..
و يتغنّى .
فإذا بالجسدِ المُهاجرِ يترجّل
و إذا بالصّوتِ غابَ عنّا !
يا ويحَ من ثكّلوا خيله
بدمعِ المُقلِ يتعنّى
و صوتي من بعيدٍ يُردد :
يا نُسيماتِ الصباحِ ، هُبّي
و انثري الأملَ ..
بالكّفِ يتحنّى ،
و ارسلي عن الطّيرِ تغريدًا
يُبشّرُ الشهيد
بما ” تمنّى “
و اجمعي أكاليلَ غارٍ و زهرٍ
أنثُرْهَا على الفارسِ
و أتغنّى
و اترُكيني أُسّلي النّفسَ
عمّا صابها ؛
إنما بالجنةِ يتهنّى