
هناك وفي ركن مهمل من عالم البشر ..
وقفت تائه وحيدة .. شاردة حيرى ..
طفلة تجلت أسمى آيات الروعة والجمال على وجهها ..
وخُطَّت أحلى معاني البراءة والنقاء في سطور عينها!!
كانت كل لمحة من لمحاتها تشف عن حيرة بلا حدود ..
وتفصح كل خلجة من خلجاتها لهفة ملتاعة ..
حاوَلت اخفاءها تحت قناع من الصمت ..مشت بخطى تائه ..
تفتش في عيون البشر ..وتقلب صفحات وجوههم علها تجد من يكون لها أهلاً ..
لكنها لا تقرأ في سطورهم إلا أقسى معاني الجحود و الإنكار !!تواصل سيرها بتثاقل ..
تجر خلفها ذلك اليتم الذي أثقلها ..
والبؤس الذي أنهكها !!تطرق أبواب القلوب علها تجد قلباً تكون أحضانه لها مأوى ..
فلا تقابل إلا بتلك الصفعات التي يكيلها لها بنو البشر بكل جبروتهم ..
تقهقرها صفعاتهم إلى الخلف .. فتمتزج براءتها بأبشع صور الرعب والهلع ..
تسقط في أرض التيه و النسيان .. وتحلق بنظرها بعيداً !!
الشمس تحزم آخر أمتعتها استعدداً للرحيل ..
وشاح حداد حال بسط في أرجاء المكان ..
لحن حزين ، يائس ، تعزفه الرياح على أوتار الصمت ..كنت هناك و رأيتها !!!
كان سيل من الدموع يفيض على صفحة وجهها التي ذيلت بتوقيع الألم !!
اقتربت منها تساءلت عن سبب بكائها ؟..أجابتني وغصة الأسى تخنق كلماتها !!
كيف لا أبكي و أهلي جميعاً دون خلق الله ماتو ؟!!
نعم .. وبكل أسف ..لقد مات أهل المروءة
فأنى لها صفو عيش من بعدهم ؟!.