
هواجس دامية ..
وقفت أنا و صمت القلم ..
أنا وحروفي التائهة في محيط صمتي القاتل ..
حارت الكلمات .. وتصلب القلم ..
كيف لي أن أخط الآن بلا قلم يطاوع قلبي ..
زمـــــجرت .. صرخت و وبخت ..
أعددت المجلس والمأكل ..
ولكن قلمي أبى أن يرحم قلبي المتعطش
لحروفٍ يمطرها على رحى الورق الدافئة ..
قلبي مابك هل أصابك داء اللؤم ..
أم أني أثقلت هيكلك الهزيل بهموم لا تعرف الرحمة ..
أم أن قلبي في عراك ولامجال لحسم المعركة ..
فالجنود يتزايدون ..
السيف يقطع الشريان .. لا قلب لاإحساس ..
النار تحرق أنسجة الوجدان ..
كيف للقلم أن يمتلأ حبراً
ليخط من قلب جفّ دمه من طول القتال ..
هنا قتال .. وهنا جفاء ..
وهنا وداع .. هنا وهنا ..
وحشيٌ لا يرحم طفلة ..
أبٌ لا يرحم ولده ….
رفيقٌ ودع صحبه ..
شابٌ لدني أفنى عمره ..
فتاةٌ تلهو بجمرة ..
أمةٌ في الهوى غرقى ..
كيف الهناء ..
كيف السبيل إلى الحياة ..
ولامزيد من أعواد الثقاب لنشعل للكون شمعة ..
لا قلب يشعر بدنو أجله ..
ولاعقل يفكر كيف يحرر قلبه قبل وطنه ..
لا فارس امتطى فرسه ..
ولا عابد ترك الدنيا خلفه ..
إلا من رحم الله ..
أبحث عن الدفء الراحل ..
وعن النصر المهاجر ..
عن الهناء الغائب ..
عن القمة المستترة خلف براثن البحث .. وطال البحث ..
والجرح قد استفحل ..
ولم يبق في الحلق سوى رمق أخير ..
يردد ..
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله..